15 - 06 - 2025

جمهوره يعتبره حالة فنية لن تتكرر|عمرو دياب.. لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد!

جمهوره يعتبره حالة فنية لن تتكرر|عمرو دياب.. لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد!

- أكثر من "25" عاماً على القمة ومع كل ألبوم جديد يحدث أصداءً لا مثيل لها
- ذكاؤه من أهم الأدوات التي يعتمد عليها في الحفاظ على ما وصل إليه من شعبية
- يطور من نفسه ومن كلماته ليلامس بها الشريحة الأكبر من الشباب

ضجة.. وحالة من البهجة أحدثها "الهضبة"، عمرو دياب كما يلقبه جمهوره، سبب تلك الضجة هو طرحه لأحدث ألبوماته الغنائية الذي يحمل إسم "سهران"، والذي بالمصادفة كان اسما على مسمى، حيث طرحه منتصف الليل بعد أن كان مقررًا طرحه في الخامسة مساء يوم 12 فبراير الجاري، ولكنه لأسباب تتعلق باللمسات الأخيرة التي وضعها على بعض الأغنيات تأجل الألبوم لبضع ساعات، وهو ما جعل الجمهور يطلق بعض النكات والإفيهات التي تقول بأن عمرو يريد من جمهوره أن يسهر معه لكي لا يسهر هو بمفرده.

انتظار الجمهور بهذا العدد الكبير والهائل لصدور ألبوم "الهضبة"، يعتبر حالة فريدة لم ولن تحدث إلا مع عمرو دياب، كيف له مع كل ألبوم جديد أن يحقق كل هذا النجاح وهذه الضجة الكبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ويصبح "تريند" حتى قبل صدور الألبوم، عمرو يثبت للجميع أنه بالفعل حالة تدعو للتأمل، فرغم تقدمه في العمر وظهور مئات المطربين وأنواع اخرى من الموسيقى والغناء، إلا أنه لا يبالي بكل هذا، مازال يسير وحيداً في مقدمة أهل الطرب في الشرق الأوسط، يحلق ويغرد منفرداً في سماء الأغنية العربية، يتربع على قمة الغناء، لا ينظر خلفه لا يلتفت لأحد ولا يفكر في غيره، له هدف واحد وواضح أمامه يسعى دائماً إلى الوصول إليه، مرتكزاً ومعتمداً على أدواته التي لا يتخلى عنها أبداً وعلى رأسها ذكائه، وخبرته، وقراءته للوسط الغنائي وللذوق العام، فتجده يتطور بتطور الزمن، يغيّر جلده مع تغير الذوق العام للجمهور، فيحافظ على رونقه ونجوميته بأغنياته المتجددة دائماً - حتى وإن رآها البعض تشبه بعضها – ولكنك لا تستطيع أن تنكر نجاحه ونجاح تلك الأغنيات، وهو ما يجعلنا نقف أمامها ونتساءل.. إذا كانت الأغنيات التي يقدمها عمرو تشبه بعضها وموسيقاه لا تتغيّر. فلماذا ينجح؟، ولماذا لم يمل الجمهور من هذا التكرار؟، في الحقيقة إن كان كل هذا النجاح والتألق وأغنياته متكررة والموسيقى نفسها لا جديد فيها، فهذا دليل أوفى وأكبر على أن دياب نموذج مختلف ويدعوا للدهشة، كيف لفنان أن يحقق كل هذا الكم من النجاح والاستمرارية فيه دون تجديد؟! .

يهتم عمرو دياب في كل ألبوم جديد بملامسة الشارع من خلال مصطلحات تشبهه، ولكنها مصطلحات تحمل بصمة عمرو دياب، يضع عليها الطابع الخاص به لتكون علامة مسجلة باسمه، وهو ما حدث في ألبومه الأخير "سهران" إذ طرح خلاله أغنية بعنوان "عم الطبيب" والتي تنتمي إلى اللون الشعبي وتقول كلماتها التي كتبها صابر كمال، ولحنها عمرو دياب ووزعها رامي سمير: "عم الطبيب .. جنبي الشمال ده بتجيله شكة .. من حالي طول الليل بتشكّى .. عرّى وكشف.. شاف الهموم .. بص بأسف.. وقاللي قوم .. ما تروحش يابني لطبيب يطبّك..أنت علاجك حبيب يحبّك، عمّ العطار .. اعمل لي من عندك تحبيشة .. أحلّي بيها مرار العيشة، بصّ وسأل: فين يوجعك؟ .. فرح وزعل.. مين يسمعك؟، أنا قلت بلوتي في الكتمان .. قاللي دواها صحاب جدعان، شيخ العرب .. أديلي مدة دايخ مدوّخ آدي لي مدّة دايخ مدوّخ .. هات الخلاصة أنا وضعي بوّخ .. قاللي دواك وبلاش تقاطع .. عند العجيب أبو سِر باتع .. أنا قلت أيه، قال لي يا متعوس.. كل العلل دواها الفلوس".. إلى آخر الأغنية.

كما خاطب عشاق الأغنية الطربية الشرقية بأغنيتين هما: "روح" و"هيعيش يفتكرني"، وهما من الألحان الشرقية التي أشاد بها عشاق هذا اللون الذي بالمناسبة يجيده ويتقنه ويحبه عمرو دياب، فلا تجد ألبوماً لعمرو إلا وبه أغنية على الأقل تنتمي لهذا اللون وتكون هي الأغنية التي تحدث صدى أكبر من بين أغنيات هذا الألبوم، كما حدث بالفعل خلال البومه الجديد مع أغنيتي "روح" و"هيعيش يفتكرني".

باختصار استطاع عمرو دياب في هذا الألبوم أن يقدم لجمهوره وجبة غنائية ممتعة، أرضى من خلالها معظم الأذواق وواكب بها التطور الذي يعيشه الجمهور سواء في المصطلحات – التي يمكن وصف بعضها بالإفيهات - أو الأشكال الموسيقية والألحان الجديدة.

عمرو دياب أشبه بالقطعة الذهبية التي لا تصدأ، فرغم مرور كل هذه السنوات لا يزال متألقاً متوهجاً متربعاً على عرش الأغنية العربية ضارباً بنجاحاته المتكررة والمتتالية قوانين الزمن، محتفظاً بسر هذا التألق الذي يجعله مع كل اطلالة جديدة ينتظره جمهوره بفارغ الصبر مشتاقاً لجديده، فقد تغيّرت الأجيال وتبدلت الأذواق وتطورت الموسيقى واستحدثت المصطلحات والكلمات ولكنه ظل صامداً ثابتاً في وجه كل هذه التغيرات محافظاً على مكانته، ما يجعله حالة نادرة وماركة مسجلة في عالم الغناء.
----------------------
تقرير - محمد مطر
من المشهد الأسبوعي